مناقشه
+4
الفهد الاسود
سلومه
الذيب العراقي
the hero boy
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مناقشه
السؤال : إذا رُبِّي الطفلُ في بيئة غنية فسوف يَنشَأ مختَلفًا بشكل كبير عن طفل آخر أُهمِل أو نَشأ في ملجأ للأيتام أو ما يشبه ذلك. فما الفرق؟
الإجابة:
دعْني أبدأ بحالة بسيطة متَّفق عليها في علم وظائف الأعضاء. ولْنأخذ القطَّ مثالا، حيث يُشبِه نظامُ الإبصار عنده نظامَ الإبصار عند الإنسان شبهًا كبيرا، ونحن نَعرِف الآن الشيءَ الكثير عن التركيب العضوي والعصبي لنظام الإبصار. فنحن نَعرف، مثلاً، أنَّ نظام لإبصار عند الثدييات يفسِّر الحوافزَ البصرية في شكل خطوط مستقيمة وزوايا وحركات وأشكال ذات أبعاد ثلاثة. لِنفترض الآن أنني رَسمتُ شكلاً معيَّنًا يُشبِه ذلك على السبورة. فإذا نظرتَ إلى ما رسمتُه فسيكون ما تراه شكلاً مُحرَّفا شيئًا قليلا. وبكلمات أُخر، فسيكون ما تراه شكلاً محرَّفًا لمثلَّث مجردٍ غير محرَّف. ومن شِبْه المؤكد أن هذا يصح عند الطفل أو القط المولودين حديثًا أيضا ـ فسيرى القط المولود حديثًا هذه الخطوط، بشكل مؤكَّد، مثلَّثًا محرَّفا. والحقيقة أنه توجد أشكال كثيرة جدًّا أكثر تعقيدًا من هذا الشكل.
وهذه أمور مدهشة. فأنت لا ترى ذلك الشكلَ كما هو في الحقيقة، بل سيكون ما تراه شكلاً محرفًا لشكلٍ مِثالٍ لا يوجد في الطبيعة، إذ ليس في الطبيعة خطوط مستقيمة.
ويقوم دماغُ الطفل أو القط المولود حديثًا بحوسبات بالغة التعقيد بسبب طبيعته التي هو عليها، ويَنتُج عنها هذا النوعُ من التفسير للعالَم الطبيعي، أي أن هذه الحوسبات عملياتٌ تَتِم داخل الدماغ من غير أن تَكون نتيجةً لنظرية واعية.
ولو أنك نَشَّأت قطًا حديث الولادة واضِعًا غطاءً على عينيه بحيث يَسمَح هذا الغطاءُ بمرور الضوء، لكنْ بدلاً من مرورِه بشكلٍ محدَّد، يَمُر مُشتَّتا، لاكتَشفتَ أنَّ نظام الحوسبة الذي أَشرنا إليه قد تعطَّل. لذا لن يرى القطُّ الأشياءَ إذا كَبُر، إن هي قدِّمت إليه في أثناء تَنشئته في ضوءٍ مشتت. وتوضِّح هذه المسألة حقيقةً عامة جدًّا عن الطبيعة الأحيائية للأعضاء. وهي أنه يَلزَم أن يوجد مُثيرٌ بِيئيٌّ كاف حتى يتاح للعملية المحدَّدة فطريًّا أن تتطور بحسب المسار الذي بُرْمجت كي تَسلُكه. والمصطلح الموافق لهذه المسألة هو "القَدْح"، ويعني أنَّ التجربةَ لا تُحدِّد كيف سيَعمل العقلُ لكنها تَقدحُه وحسب، أي تَجعلُه يَعمَل بطريقته الذاتية المحدَّدة قبْلا. وتُشبِه هذه الحالة حال السيارة. فأنت حين تُدير مفتاحَ السيارة فإنها ستَعمل بصفتها سيارةً، أي أنها لن تكون طائرة. ويعود سببُ ذلك إلى أنها صُمِّمت لتكون سيارة. أما لو لم تُدر المفتاح فلن يَحدث شيء أبدا. وبكلمات أخر، لا يَعتَمد النظامُ إلا على الكيفية التي صُنع بها، لكنْ يَلزَمه وجودُ القادح الملائم حتى يقوم بتنفيذ الشيء الذي صنع من أجله. فيجب أن يقدَّم لنظام الإبصار حَفْزٌ محدَّد كي يقوم بالعمليات التي صمم من أجلها.
دعني الآن أَلتفت إلى حالة معقَّدة قريبةٍ من الحالة التي أَورَدت. ولْنأخذ الحَمَلَ مثالاً هنا؛ فمن المعروف أنك إنْ نشَّأت حَمَلاً بمعزِل عن أمِّه فلن يُدرِك خاصيةَ العُمْق بشكل كامل. وأمُّ الحَمَل لا تُعلِّمه كيف يُدرِك العمقَ في الحالات الطبيعية. بل إن هناك شيئًا ضِمْن التفاعل بين الحمل وأمه يُساعد النظامَ الإبصاريَّ للحمَل كي يَعمَل بالطريقة التي صمِّم كي يَعملَ بها. كذلك الطفل الذي يَنشأ في ملجأ للأيتام. فعلى الرغم من أنه ربما تُقدَّم إليه العنايةُ الطبية الملائمة والطعامُ المناسب وربما تَكون تجربتُه مع العالَم المادي من حوله تجربةً طبيعية إلا أنَّ من المحتمل أنْ تَكون قدراتُه محدودةً جدا. وأكثر من هذا أنَّه ربما يَسمَع اللغةَ طوال تلك الفترة بكيفية لا تَختلف عن الكيفية التي سيَسمعها لو رُبِّي في بيته. ومع ذلك فإنه لن يتعلم اللغة بصورة جيدة. ويصح الشيءُ نفسُه في القدرات العقلية الأخرى، كالقدرة على حلِّ المشكلات والقدرة على الإبداع الفني، وغير ذلك. فالمسألة، إذن، أنَّ للعقل قدرات غنية جدّا، لكنَّ بعضَ أنواع البيئات الحافِزة ضروريةٌ كي تقوم هذه القدرات بوظائفها. ونستخلص من هذا أن النظام الكفء لتنشئة الأطفال هو الذي يَضعُهم في بيئة حافزة حانية يُمكِن لقدراتهم الطبيعية أن تتفتح فيها. فهذه القدرات لم تعلَّم، بل إن الأمر لا يعدو أنه سُمِح لها أن تَعمل بالطريقة التي هُيئت بها كي تتطور.
أما ما تُعلِّمُه المدارسُ، في الغالب، فهو نقيض ذلك تماما. فقد صيغ النظامُ المدرسي كي يعلِّم الطاعةَ والاندماج ويَمنَع القدراتِ الطبيعية عند الطفل من النمو. وأعتقد أن هناك أسبابًا اجتماعية لهذا الاتجاه. وهذه المسألة وثيقة الصلة بما سأتحدث عنه بعد الظهر من هذا اليوم.
الإجابة:
دعْني أبدأ بحالة بسيطة متَّفق عليها في علم وظائف الأعضاء. ولْنأخذ القطَّ مثالا، حيث يُشبِه نظامُ الإبصار عنده نظامَ الإبصار عند الإنسان شبهًا كبيرا، ونحن نَعرِف الآن الشيءَ الكثير عن التركيب العضوي والعصبي لنظام الإبصار. فنحن نَعرف، مثلاً، أنَّ نظام لإبصار عند الثدييات يفسِّر الحوافزَ البصرية في شكل خطوط مستقيمة وزوايا وحركات وأشكال ذات أبعاد ثلاثة. لِنفترض الآن أنني رَسمتُ شكلاً معيَّنًا يُشبِه ذلك على السبورة. فإذا نظرتَ إلى ما رسمتُه فسيكون ما تراه شكلاً مُحرَّفا شيئًا قليلا. وبكلمات أُخر، فسيكون ما تراه شكلاً محرَّفًا لمثلَّث مجردٍ غير محرَّف. ومن شِبْه المؤكد أن هذا يصح عند الطفل أو القط المولودين حديثًا أيضا ـ فسيرى القط المولود حديثًا هذه الخطوط، بشكل مؤكَّد، مثلَّثًا محرَّفا. والحقيقة أنه توجد أشكال كثيرة جدًّا أكثر تعقيدًا من هذا الشكل.
وهذه أمور مدهشة. فأنت لا ترى ذلك الشكلَ كما هو في الحقيقة، بل سيكون ما تراه شكلاً محرفًا لشكلٍ مِثالٍ لا يوجد في الطبيعة، إذ ليس في الطبيعة خطوط مستقيمة.
ويقوم دماغُ الطفل أو القط المولود حديثًا بحوسبات بالغة التعقيد بسبب طبيعته التي هو عليها، ويَنتُج عنها هذا النوعُ من التفسير للعالَم الطبيعي، أي أن هذه الحوسبات عملياتٌ تَتِم داخل الدماغ من غير أن تَكون نتيجةً لنظرية واعية.
ولو أنك نَشَّأت قطًا حديث الولادة واضِعًا غطاءً على عينيه بحيث يَسمَح هذا الغطاءُ بمرور الضوء، لكنْ بدلاً من مرورِه بشكلٍ محدَّد، يَمُر مُشتَّتا، لاكتَشفتَ أنَّ نظام الحوسبة الذي أَشرنا إليه قد تعطَّل. لذا لن يرى القطُّ الأشياءَ إذا كَبُر، إن هي قدِّمت إليه في أثناء تَنشئته في ضوءٍ مشتت. وتوضِّح هذه المسألة حقيقةً عامة جدًّا عن الطبيعة الأحيائية للأعضاء. وهي أنه يَلزَم أن يوجد مُثيرٌ بِيئيٌّ كاف حتى يتاح للعملية المحدَّدة فطريًّا أن تتطور بحسب المسار الذي بُرْمجت كي تَسلُكه. والمصطلح الموافق لهذه المسألة هو "القَدْح"، ويعني أنَّ التجربةَ لا تُحدِّد كيف سيَعمل العقلُ لكنها تَقدحُه وحسب، أي تَجعلُه يَعمَل بطريقته الذاتية المحدَّدة قبْلا. وتُشبِه هذه الحالة حال السيارة. فأنت حين تُدير مفتاحَ السيارة فإنها ستَعمل بصفتها سيارةً، أي أنها لن تكون طائرة. ويعود سببُ ذلك إلى أنها صُمِّمت لتكون سيارة. أما لو لم تُدر المفتاح فلن يَحدث شيء أبدا. وبكلمات أخر، لا يَعتَمد النظامُ إلا على الكيفية التي صُنع بها، لكنْ يَلزَمه وجودُ القادح الملائم حتى يقوم بتنفيذ الشيء الذي صنع من أجله. فيجب أن يقدَّم لنظام الإبصار حَفْزٌ محدَّد كي يقوم بالعمليات التي صمم من أجلها.
دعني الآن أَلتفت إلى حالة معقَّدة قريبةٍ من الحالة التي أَورَدت. ولْنأخذ الحَمَلَ مثالاً هنا؛ فمن المعروف أنك إنْ نشَّأت حَمَلاً بمعزِل عن أمِّه فلن يُدرِك خاصيةَ العُمْق بشكل كامل. وأمُّ الحَمَل لا تُعلِّمه كيف يُدرِك العمقَ في الحالات الطبيعية. بل إن هناك شيئًا ضِمْن التفاعل بين الحمل وأمه يُساعد النظامَ الإبصاريَّ للحمَل كي يَعمَل بالطريقة التي صمِّم كي يَعملَ بها. كذلك الطفل الذي يَنشأ في ملجأ للأيتام. فعلى الرغم من أنه ربما تُقدَّم إليه العنايةُ الطبية الملائمة والطعامُ المناسب وربما تَكون تجربتُه مع العالَم المادي من حوله تجربةً طبيعية إلا أنَّ من المحتمل أنْ تَكون قدراتُه محدودةً جدا. وأكثر من هذا أنَّه ربما يَسمَع اللغةَ طوال تلك الفترة بكيفية لا تَختلف عن الكيفية التي سيَسمعها لو رُبِّي في بيته. ومع ذلك فإنه لن يتعلم اللغة بصورة جيدة. ويصح الشيءُ نفسُه في القدرات العقلية الأخرى، كالقدرة على حلِّ المشكلات والقدرة على الإبداع الفني، وغير ذلك. فالمسألة، إذن، أنَّ للعقل قدرات غنية جدّا، لكنَّ بعضَ أنواع البيئات الحافِزة ضروريةٌ كي تقوم هذه القدرات بوظائفها. ونستخلص من هذا أن النظام الكفء لتنشئة الأطفال هو الذي يَضعُهم في بيئة حافزة حانية يُمكِن لقدراتهم الطبيعية أن تتفتح فيها. فهذه القدرات لم تعلَّم، بل إن الأمر لا يعدو أنه سُمِح لها أن تَعمل بالطريقة التي هُيئت بها كي تتطور.
أما ما تُعلِّمُه المدارسُ، في الغالب، فهو نقيض ذلك تماما. فقد صيغ النظامُ المدرسي كي يعلِّم الطاعةَ والاندماج ويَمنَع القدراتِ الطبيعية عند الطفل من النمو. وأعتقد أن هناك أسبابًا اجتماعية لهذا الاتجاه. وهذه المسألة وثيقة الصلة بما سأتحدث عنه بعد الظهر من هذا اليوم.
the hero boy- عدد الرسائل : 101
العمر : 30
الموقع : actionteam1.ahlamontada.com
المزاج : allright in my Gad merci
الدولة :
فرفشه العضو :
دعاء :
رد: مناقشه
شكررررررراااااااااااااا لييييييييييييك ع الموضووع الحلوووووووووووووووووووووووووووو :شيسش:
COoL G!RL- عدد الرسائل : 9404
العمر : 29
المزاج : sad
الدولة :
فرفشه العضو :
اوسمه :
دعاء :
رد: مناقشه
مشكور جدا
الذيب العراقي- عدد الرسائل : 1140
العمر : 31
الموقع : www.cdyacd.com
المزاج : مرح
رقم العضويه : 13
الدولة :
فرفشه العضو :
دعاء :
رد: مناقشه
الف شكر على موضوعك الجمييييييييييييييل جداااااااااااااااااااااااا
سلومه- عدد الرسائل : 75
الموقع : www.youssefalbatl.ahlamontada.com
المزاج : رايقة ومبسوطة
رقم العضويه : 8
فرفشه العضو :
دعاء :
رد: مناقشه
انا من راي ان البيئه بتاثر لكن في حاات تانيه بتاثر
زي ميول الطفل
لو الطفل بحب اللعب او الهدوء
ده بياثر ع شخصيته في المستقبل
زي ميول الطفل
لو الطفل بحب اللعب او الهدوء
ده بياثر ع شخصيته في المستقبل
رد: مناقشه
اه ده صحييييح
COoL G!RL- عدد الرسائل : 9404
العمر : 29
المزاج : sad
الدولة :
فرفشه العضو :
اوسمه :
دعاء :
رد: مناقشه
شكرا على الموضوع الحلو تسلم يالغالي
Queen Yuki- عدد الرسائل : 9282
الموقع : ♫~عآلم الانمي~♫
المزاج : ░░كيوت░░
فرفشه العضو :
اوسمه :
دعاء :
Queen Yuki- عدد الرسائل : 9282
الموقع : ♫~عآلم الانمي~♫
المزاج : ░░كيوت░░
فرفشه العضو :
اوسمه :
دعاء :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى