نصائح دينيه جميله

ماهو أحلى شئ في الوجود..


هل ذُقتَ طعمَ العسل يوماً....؟

هل شربتَ كأساً من الماء البارد بعد عطشٍ شديد....؟

هل تناولتً طعاماً شهياً لذيذاً بعد جوعٍ شديد....؟

هل جاءك مبلغ كبير من المال بعد أزمةٍ ماليّةٍ مَرّت بك....؟

هل رأيتَ صديقاً عزيزاً على قلبك بعد فراقٍ طويل....؟

هل نمتَ نوماً هادئاً عميقاً بعد سهر طويل....؟

هل تذوقتَ طعمَ راحةِ البال بعد مرورك بأزمةٍ وضيق ومصيبةأصابتك....؟

هل....؟ وهل.....؟ وهلأ0000

ما هو أحلى شئ تذوقته في حياتك منذ ولدتك أمّك حتى هذه اللحظة؟

أرجوك....فَكِّر قليلاً،ثُمّ أجِب عن هذا السؤال...وبصراحة......وكُن صادقاً مع نفسك000

واسمحوا لي أن أروي لكم القصة التالية:0

تروي كتب السيرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بأسابيع قليلة،جاءه جبريل عليه السلام ثلاث مرات،وفي أوقات مختلفة، وخَيّره بين الموت ولقاء الله،وبين الخلود في الدنيا وأن يُعطى كنوز الأرض ثم يدخل الجنّة0000

فإختار صلى الله عليه وسلم في المرات الثلاثة،لقاء الله تعالى000 حتى إنه فارق الدنيا وفاضت روحه الشريفة إلى بارئها وهو يقول:"بل الرفيق الأعلى،بل الرفيق الأعلى000"0

لقد إمتلأ قلب النبي صلى الله عليه وسلم بحُبِّ الله تعالى حتى وصل لدرجة أنه اختار لقاء الله تعالى رغبةً منه وشوقا0000

لقد قال أحد الصالحين: مكثتُ أربعين سنةً من عُمري أبحث عن السعادة في هذه الدنيا.....تذوقتُ فيها من نِعَمِ الله تعالى شيئاً كثيراً00

كنتُ أتَقَلّبُ فيها من نعمةٍ إلى أخرى...ومن خيرٍ إلى خير00

وأحمدُ الله تعالى على كُلّ ذلك،وأشكره سبحانه وتعالى0

وبعد هذه السنين،اكتشفتُ أنّ أحلى شئٍ في هذه الدنيا هو حلاوة القرب من الله تعالى....وحلاوة مناجاة الله تعالى0

ولقد كان أكثر ما يقول في دُعائه:(اللهم لا تحرمني حلاوةَ مُناجاتك...اللهم لا تحرمني حلاوة الأنسِ بك...الهم لا تحرمني حلاوة عبادتك...اللهم لا تحرمني حلاوة الإيمان بك)0

نعم....لقد كان أحد المؤمنين الأتقياء يقول:"نحن في لذةٍ،لو يعلمُ الملوكُ بها لقاتلونا عليها بالسيوف"0

إنّ لذّةَ القربِ من الله تعالى،تملأ القلب سَكينةً وهدوءاً وطُمأنينةً وثقةً وراحة بال وسعادةً لا يعرفها إلا من ذاقها0000

جَرّب ولو مَرّةً واحدة...أن تقوم قُبيلَ الفجر بقليل ،وتوضأ،وَصَلِّ ركعتين،وإقرأ ما تَيَسّرَ من القران الكريم،وتَأنى بتلاوتها،وحَسِّن صَوتَكَ ما استطعت،ثم أذكر الله تعالى،وإرفع يديك بالدعاء،وأحمده سبحانه وتعالى على نِعَمِه عليك...وتَذكّر هذه النِّعَم وأنت تدعوه...وتَذَكّر بعض أعمالك السّيئة وإسغفر الله تعالى عليها...واطلب منه سبحانه وتعالى أن يسترها عليك في الدنيا والآخرة...واطلب منه أن يغفرها لك...واطلب منه العفو والرضى فإنّه يُحِبُّ أن يسمعَ منك نداء التوبةَ والإنابة0000واعلم وتأكد أنّ الله تعالى كريم ولا يَرُدّ سائلاً أبداً إلا إذا كان هذا السائل غير صادقٍ في قولِه وفعله000 وسترى أثر هذا الإتصال بخالق هذا الكون على قلبك وفكرك ووجدانك00

إنّ الله تعالى يُعطي الدنيا لمن يُحِب ولمن لا يُحب0000

ولكنه لا يُعطي الآخرةَ إلا لمن يُحِب.....فهل تُحبُّ أنت أن تكون ممن يُحبهم الله تعالى0

لقد كانت إحدى وصايا الخضر لموسى عليه السلام أن قال له:( يا موسى، إنّ النّاسَ مُعَذّبون في هذه الدنيا على قَدرِ هُمومهم بها)0

نعم...من كان هَمّه رضى الله سبحانه ،نزع الله من قلبه همومَ الدنيا، وجعل الدنيا تركض ورائه...لا أن يلهثَ هو ورائها ليلَ نهار000

واسمع معي نصيحةَ إبن عطاء الله لمن أراد أن يقف على باب الرحمن يطلب عفوه ومرضاته:(من أحسنَ قَرعَ الباب فُتِحَ له000

فَرُبّ طالبٍ أساء قَرعَ الباب

فَرُدّ لِسوءِ أدَبهِ)0

و يا من عاش وما عاش000

تخرج من الدنيا وما ذُقتَ ألَذّ شِئٍ فيها000

وهي:مُناجاة الله سبحانه،ومُخاطبته لك0

وما يُلَقّاها إلا الذين صبروا،وما يُلَقّاها إلا ذو حَظٍ عظيم

وإلى لقاءٍ آخرَ قريب إن شاء الله000





مع تحياتى :
أحمد

موضوع جميل يا أحمد

غاية في الجماال
جزااك الله خيراا احمد

مشكور ع الموضوع الروعة