مناقشه سؤال وجواب
+3
الذيب العراقي
COoL G!RL
the hero boy
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مناقشه سؤال وجواب
السؤال: كيف يمكِن استعمال النتائج الحديثة التي ناقشتَها خلال هذه المحاضرات في تعليم اللغات والترجمة، وكيف تفسِّر الدلالة الضِّمْنية وغيرها من المشكلات التي ما زالت خارج ما كنت تتكلم عنه؟
الإجابة:
أود أولاً أن أُبدي ملاحظةً عامة، وهي أنه ينبغي للناس الذين يشتغلون ببعض النشاطات العملية كتعليم اللغات والترجمة أو بِناء الجسور أن يطَّلعوا على ما يَجدُّ في العلوم. غير أنه ربما ينبغي لهم أيضًا ألا يَحسِبوا أنَّ عَملَهم لا يقوم إلا بهذا الاطلاع، ذلك أنَّ القدرة على إنجاز النشاطات العملية، من غير قدرٍ كبير من الوعي الشعوري بما تقوم به، متقدمةٌ دائمًا بقدر كبير من المعرفة العلمية. وتاريخُ علوم الطبيعيات موحٍ في هذا الشأن. فلقد كان المهندسون يَعرفون طوال مئات السنين كيف يُنجِزون أنواعًا لا حصْر لها من الأشياء المعقدة العجيبة. واستمرَّ الحالُ على ذلك حتى منتصف القرن السابع عشر حين بَدأت علوم الطبيعيات في اللحاق وتقديم بعض الفهم المفيد للمهندسين. وتجب الإشارة هنا إلى أنَّ علوم الطبيعيات في القرن التاسع عشر كانت أكثر تقدمًا من فهمنا لِلغة في الوقت الحاضر، كما أن بناء الجسور أقل تعقيدًا مما يَحدث بالفعل في تعليم اللغات والترجمة. فالإجابةُ عن سؤالك، إذن، هي أنني أرى أن اللسانيات الحديثة لا يُمكنها أنْ تُمدَّك بشيء ذي بال يُساعدك في القيام بنشاطك العملي. فمن الأفضل، فيما أرى، أن يَنظر المشتغلُ بالنشاطات العملية في ما تُناقشه اللسانيات، وأنْ يرى إنْ كان يمكِن لها أن تقدِّم للمترجم والمعلم بعضَ الأفكار التي تمكنهما من تناول موضوعيهما بوجه أفضل. لكنَّ ذلك قرارٌ متروك للمشتغل بالنشاطات العملية أن يَتخذه أو لا يتَّخذه.
ولقد تسبَّب علمُ النفس واللسانيات في كثير من الضَّرر بِتظاهرهما أنَّ لديهما إجاباتٍ عن هذه الأسئلة، وبإملائهما على المعلِّمين الذين يَتعاملون مع الأطفال الكيفيةَ التي ينبغي لهم اتباعها في هذه الأمور. وكثيرًا ما تَكون الأفكارُ التي يقدِّمها العلماءُ خارجةً على المألوف، وربما تسبَّبتْ في إحداث بعض المشكلات. وباستطاعتي أن أعطيك بعضَ الأمثلة على الضرر الذي يَنتُج عن ذلك، لكنني لن أتوسَّع هنا. ويكفي مثالٌ واحدٌ لتبيين ما ينبغي عليك تَجنُّبه. فلقد دعاني القائمون على الجامعة في بورتريكو مرةً إلى زيارة الجامعة هناك. وكانوا يريدون أن أَتكلم عن اللسانيات وأنْ أَنظُر أيضًا في مناهج اللغة في المدارس. ومن المعلوم أن الناس كلهم في بورتوريكو يَتكلمون اللغة الأسبانية لكنْ يَلزَمهم أيضًا أن يتعلموا اللغةَ الإنجليزية. وكان التعليمُ في ذلك الوقت إلزاميًّا للأطفال لمدة اثنتي عشرة سنة. وكانوا يَدرسون اللغةَ الإنجليزية خمسة أيام في الأسبوع طوال الاثنتي عشرة سنة. ومع ذلك فإنهم حين يُنهُون هذه المدة الطويلة لا يستطيعون أن يقولوا "كيف حالك" باللغة الإنجليزية. ويمكِن أنْ أُضيف أن الوحيدين الذين يمكِن لغير متكلِّم الأسبانية أن يَتحدَّث معهم بالإنجليزية في ذلك الوقت هم كبار السن الذين لم يذهبوا إلى المدارس. فما سبب ذلك يا ترى؟
ولقد اصطحبونا، أنا وزوجتي، إلى بعض المدارس كي نرى ما كان يَحدُث، فوَجدْنا أنَّ المعلمين يُعلِّمون اللغة الإنجليزية بحسب أحدث النظريات العلمية. وكانت أحدث النظريات العلمية آنذاك تقول إنَّ اللغة نظامٌ من أنظمة العادة، وأنَّ تعلُّم اللغة لا يزيد عن تعلُّمِ أية واحدة من العادات؛ فهي تُشبه تعلُّمَ كيفية الإمساك بالكرة أو ما أشبه ذلك. فالمطلوب منك أن تُمارس هذه العملية مرة بعد مرة حتى تتمكَّن من هذه العادة. وكانوا يستعملون نظامًا يُسمونه "التدريب على الأنماط"؛ فهناك نمط لغوي مطلوب منك أن تُعيده المرةَ تلْو المرة. والشيء الواضح في طرق التعليم هذه أنها مملةٌ جدًّا حتى إنها لَتجعلك تنام في ثلاث دقائق. وكان من نتيجة ذلك أنك تَجِد حين تَدخُل قاعةَ الدرس أن الطلاب يَنظرون إلى خارج القاعة عبْر النوافذ أو يَرْمون المعلم ببعض الأشياء أو يقومون بأشياء أخرى من هذا القبيل. وربما كانوا منتبِهين بِقَدْرٍ يَجعلُهم يكرِّرون ما يريد المعلمُ منهم تِكراره، لكنَّ الواضح أنهم سيَنسون ذلك بعد دقائق ثلاث. ويستمر الأمر على هذه الشاكلة اثنتي عشرة سنة بواقع خمسة أيام في الأسبوع. وكما هو المتوقع فالنتائج أقرب ما تكون إلى الصفر.
وحقيقةُ التعليم هي أنَّ نسبة 99% منها أنْ تَجعل الطلابَ يَشعرون أن المادة مشوِّقة، أما النسبة الباقية فتتعلق بالطريقة التي تقدَّم بها هذه المادة. وصحةُ هذه النتيجة ليست مقصورة على اللغة، بل هي صحيحة في كل موضوع؛ فقد ذهبْنا كلُّنا إلى المدارس والجامعات، وكلُّنا يَعرف أننا درسْنا بعضَ المواد في المدرسة حيث أَمْكننا أن نتعلَّم ما يكفينا للنجاح في الامتحان، ثم إننا نَسينا بعد أسبوع محتوى تلك المادة. وهذه هي المشكلة فعلا؛ فلا يُحقِّق التعلُّمُ نتائجَ باقية حين لا ترى له أهمية. ولا بد أن يَأتي التعلُّمُ بدافع داخلي، فيجب عليك أن تَرغَب في أنْ تتعلم؛ فإذا رَغبتَ في التعلم فستُحقق ذلك مهْما بلغَ سوءُ طريقة التعليم.
ويَرغبُ الطفلُ البورتوريكي ذو ثلاث سنوات في تعلُّم الأسبانية لا لأنَّه يفكِّر بهذا الأمر، بل لأن الطفل عمومًا كائن أحيائي يَرغَب في تعلُّم لغةِ بيئية الاجتماعية وسنُّه ثلاث سنوات. لكنَّ الطفل ذا السنوات العشر في بورتوريكو لا يرى سببًا علميًّا لتعلُّم اللغة الإنجليزية، وإنْ لم تُعطِه سببًا لتعلُّم اللغة الإنجليزية فلن يقوم بذلك مهما بَلغَت جودةُ طُرق التعليم. أما إن استَعملت طرقًا للتعليم مصمَّمة كي تَضمن استحالةَ اهتمامِ أيِّ إنسان سويٍّ بها، فسيكون الأملُ عندئذ معدوما(6).
والخلاصة الصحيحةُ في نظري هي هذه: استعمِل ما تُمليه عليك بديهتُك واستعمل تجربتَك ولا تَستمع كثيرًا إلى ما يقوله العلماء إلا إنْ وجدتَ أن ما يقولونه ذو قيمة عَملية ويُساعدك في فهْم المشكلات التي تواجهك، لأنَّ ما يقولونه أحيانًا ذو فائدة حقيقية.
الإجابة:
أود أولاً أن أُبدي ملاحظةً عامة، وهي أنه ينبغي للناس الذين يشتغلون ببعض النشاطات العملية كتعليم اللغات والترجمة أو بِناء الجسور أن يطَّلعوا على ما يَجدُّ في العلوم. غير أنه ربما ينبغي لهم أيضًا ألا يَحسِبوا أنَّ عَملَهم لا يقوم إلا بهذا الاطلاع، ذلك أنَّ القدرة على إنجاز النشاطات العملية، من غير قدرٍ كبير من الوعي الشعوري بما تقوم به، متقدمةٌ دائمًا بقدر كبير من المعرفة العلمية. وتاريخُ علوم الطبيعيات موحٍ في هذا الشأن. فلقد كان المهندسون يَعرفون طوال مئات السنين كيف يُنجِزون أنواعًا لا حصْر لها من الأشياء المعقدة العجيبة. واستمرَّ الحالُ على ذلك حتى منتصف القرن السابع عشر حين بَدأت علوم الطبيعيات في اللحاق وتقديم بعض الفهم المفيد للمهندسين. وتجب الإشارة هنا إلى أنَّ علوم الطبيعيات في القرن التاسع عشر كانت أكثر تقدمًا من فهمنا لِلغة في الوقت الحاضر، كما أن بناء الجسور أقل تعقيدًا مما يَحدث بالفعل في تعليم اللغات والترجمة. فالإجابةُ عن سؤالك، إذن، هي أنني أرى أن اللسانيات الحديثة لا يُمكنها أنْ تُمدَّك بشيء ذي بال يُساعدك في القيام بنشاطك العملي. فمن الأفضل، فيما أرى، أن يَنظر المشتغلُ بالنشاطات العملية في ما تُناقشه اللسانيات، وأنْ يرى إنْ كان يمكِن لها أن تقدِّم للمترجم والمعلم بعضَ الأفكار التي تمكنهما من تناول موضوعيهما بوجه أفضل. لكنَّ ذلك قرارٌ متروك للمشتغل بالنشاطات العملية أن يَتخذه أو لا يتَّخذه.
ولقد تسبَّب علمُ النفس واللسانيات في كثير من الضَّرر بِتظاهرهما أنَّ لديهما إجاباتٍ عن هذه الأسئلة، وبإملائهما على المعلِّمين الذين يَتعاملون مع الأطفال الكيفيةَ التي ينبغي لهم اتباعها في هذه الأمور. وكثيرًا ما تَكون الأفكارُ التي يقدِّمها العلماءُ خارجةً على المألوف، وربما تسبَّبتْ في إحداث بعض المشكلات. وباستطاعتي أن أعطيك بعضَ الأمثلة على الضرر الذي يَنتُج عن ذلك، لكنني لن أتوسَّع هنا. ويكفي مثالٌ واحدٌ لتبيين ما ينبغي عليك تَجنُّبه. فلقد دعاني القائمون على الجامعة في بورتريكو مرةً إلى زيارة الجامعة هناك. وكانوا يريدون أن أَتكلم عن اللسانيات وأنْ أَنظُر أيضًا في مناهج اللغة في المدارس. ومن المعلوم أن الناس كلهم في بورتوريكو يَتكلمون اللغة الأسبانية لكنْ يَلزَمهم أيضًا أن يتعلموا اللغةَ الإنجليزية. وكان التعليمُ في ذلك الوقت إلزاميًّا للأطفال لمدة اثنتي عشرة سنة. وكانوا يَدرسون اللغةَ الإنجليزية خمسة أيام في الأسبوع طوال الاثنتي عشرة سنة. ومع ذلك فإنهم حين يُنهُون هذه المدة الطويلة لا يستطيعون أن يقولوا "كيف حالك" باللغة الإنجليزية. ويمكِن أنْ أُضيف أن الوحيدين الذين يمكِن لغير متكلِّم الأسبانية أن يَتحدَّث معهم بالإنجليزية في ذلك الوقت هم كبار السن الذين لم يذهبوا إلى المدارس. فما سبب ذلك يا ترى؟
ولقد اصطحبونا، أنا وزوجتي، إلى بعض المدارس كي نرى ما كان يَحدُث، فوَجدْنا أنَّ المعلمين يُعلِّمون اللغة الإنجليزية بحسب أحدث النظريات العلمية. وكانت أحدث النظريات العلمية آنذاك تقول إنَّ اللغة نظامٌ من أنظمة العادة، وأنَّ تعلُّم اللغة لا يزيد عن تعلُّمِ أية واحدة من العادات؛ فهي تُشبه تعلُّمَ كيفية الإمساك بالكرة أو ما أشبه ذلك. فالمطلوب منك أن تُمارس هذه العملية مرة بعد مرة حتى تتمكَّن من هذه العادة. وكانوا يستعملون نظامًا يُسمونه "التدريب على الأنماط"؛ فهناك نمط لغوي مطلوب منك أن تُعيده المرةَ تلْو المرة. والشيء الواضح في طرق التعليم هذه أنها مملةٌ جدًّا حتى إنها لَتجعلك تنام في ثلاث دقائق. وكان من نتيجة ذلك أنك تَجِد حين تَدخُل قاعةَ الدرس أن الطلاب يَنظرون إلى خارج القاعة عبْر النوافذ أو يَرْمون المعلم ببعض الأشياء أو يقومون بأشياء أخرى من هذا القبيل. وربما كانوا منتبِهين بِقَدْرٍ يَجعلُهم يكرِّرون ما يريد المعلمُ منهم تِكراره، لكنَّ الواضح أنهم سيَنسون ذلك بعد دقائق ثلاث. ويستمر الأمر على هذه الشاكلة اثنتي عشرة سنة بواقع خمسة أيام في الأسبوع. وكما هو المتوقع فالنتائج أقرب ما تكون إلى الصفر.
وحقيقةُ التعليم هي أنَّ نسبة 99% منها أنْ تَجعل الطلابَ يَشعرون أن المادة مشوِّقة، أما النسبة الباقية فتتعلق بالطريقة التي تقدَّم بها هذه المادة. وصحةُ هذه النتيجة ليست مقصورة على اللغة، بل هي صحيحة في كل موضوع؛ فقد ذهبْنا كلُّنا إلى المدارس والجامعات، وكلُّنا يَعرف أننا درسْنا بعضَ المواد في المدرسة حيث أَمْكننا أن نتعلَّم ما يكفينا للنجاح في الامتحان، ثم إننا نَسينا بعد أسبوع محتوى تلك المادة. وهذه هي المشكلة فعلا؛ فلا يُحقِّق التعلُّمُ نتائجَ باقية حين لا ترى له أهمية. ولا بد أن يَأتي التعلُّمُ بدافع داخلي، فيجب عليك أن تَرغَب في أنْ تتعلم؛ فإذا رَغبتَ في التعلم فستُحقق ذلك مهْما بلغَ سوءُ طريقة التعليم.
ويَرغبُ الطفلُ البورتوريكي ذو ثلاث سنوات في تعلُّم الأسبانية لا لأنَّه يفكِّر بهذا الأمر، بل لأن الطفل عمومًا كائن أحيائي يَرغَب في تعلُّم لغةِ بيئية الاجتماعية وسنُّه ثلاث سنوات. لكنَّ الطفل ذا السنوات العشر في بورتوريكو لا يرى سببًا علميًّا لتعلُّم اللغة الإنجليزية، وإنْ لم تُعطِه سببًا لتعلُّم اللغة الإنجليزية فلن يقوم بذلك مهما بَلغَت جودةُ طُرق التعليم. أما إن استَعملت طرقًا للتعليم مصمَّمة كي تَضمن استحالةَ اهتمامِ أيِّ إنسان سويٍّ بها، فسيكون الأملُ عندئذ معدوما(6).
والخلاصة الصحيحةُ في نظري هي هذه: استعمِل ما تُمليه عليك بديهتُك واستعمل تجربتَك ولا تَستمع كثيرًا إلى ما يقوله العلماء إلا إنْ وجدتَ أن ما يقولونه ذو قيمة عَملية ويُساعدك في فهْم المشكلات التي تواجهك، لأنَّ ما يقولونه أحيانًا ذو فائدة حقيقية.
the hero boy- عدد الرسائل : 101
العمر : 30
الموقع : actionteam1.ahlamontada.com
المزاج : allright in my Gad merci
الدولة :
فرفشه العضو :
دعاء :
رد: مناقشه سؤال وجواب
&مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور جداااا ع الموضوووع الراااائع ده
COoL G!RL- عدد الرسائل : 9404
العمر : 29
المزاج : sad
الدولة :
فرفشه العضو :
اوسمه :
دعاء :
رد: مناقشه سؤال وجواب
موضوع رهييييييييييييييييييييييييييييييييييييييب
الذيب العراقي- عدد الرسائل : 1140
العمر : 31
الموقع : www.cdyacd.com
المزاج : مرح
رقم العضويه : 13
الدولة :
فرفشه العضو :
دعاء :
رد: مناقشه سؤال وجواب
الف شكر على موضوعك المميز
سلومه- عدد الرسائل : 75
الموقع : www.youssefalbatl.ahlamontada.com
المزاج : رايقة ومبسوطة
رقم العضويه : 8
فرفشه العضو :
دعاء :
رد: مناقشه سؤال وجواب
شكرا ليك على الموضوع الرائع والمفيد :dsads:
Queen Yuki- عدد الرسائل : 9282
الموقع : ♫~عآلم الانمي~♫
المزاج : ░░كيوت░░
فرفشه العضو :
اوسمه :
دعاء :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى